خلافات حادة خلف الكواليس هل يعلن ترامب القطيعة مع نتنياهو التاسعة
خلافات حادة خلف الكواليس: هل يعلن ترامب القطيعة مع نتنياهو؟
يشهد المشهد السياسي العالمي تحولات متسارعة، وتتشابك فيه العلاقات الدولية بشكل معقد. وفي خضم هذه التحولات، تبرز بين الحين والآخر توترات وخلافات قد تعصف بتحالفات استراتيجية ظلت قائمة لعقود. أحد هذه التحالفات، الذي لطالما اعتبر حجر الزاوية في السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، هو العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل. وعلى وجه الخصوص، العلاقة الشخصية والسياسية بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، التي بدت في أوجها خلال فترة حكمهما، باتت اليوم موضع تساؤل وتكهنات واسعة.
فيديو اليوتيوب بعنوان خلافات حادة خلف الكواليس هل يعلن ترامب القطيعة مع نتنياهو التاسعة (رابط الفيديو: https://www.youtube.com/watch?v=D0WxsKzUj5A) يثير تساؤلات جوهرية حول مستقبل هذه العلاقة، ويستعرض مؤشرات على وجود خلافات عميقة خلف الكواليس قد تؤدي إلى قطيعة بين الرجلين. لفهم أبعاد هذه الخلافات المحتملة، يجب علينا الغوص في تاريخ العلاقة بين ترامب ونتنياهو، وتقييم العوامل التي ساهمت في توطيدها، ومن ثم تحليل الأسباب المحتملة لتدهورها.
علاقة استثنائية في زمن مضى
تميزت العلاقة بين ترامب ونتنياهو بسمات استثنائية، تجاوزت في كثير من الأحيان البروتوكولات الدبلوماسية التقليدية. فقد وجد الرجلان في بعضهما البعض شريكًا استراتيجيًا يشاركه نفس الرؤى والتطلعات، خاصة فيما يتعلق بالملف الإيراني والقضية الفلسطينية. دعم ترامب المطلق لنتنياهو تجسد في قرارات تاريخية، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، والاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، والانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وطرح صفقة القرن التي اعتبرت منحازة بشكل كبير لإسرائيل.
هذا الدعم غير المسبوق لم يكن مجرد صدفة، بل كان نتيجة لتلاقي مصالح سياسية واستراتيجية. بالنسبة لنتنياهو، كان ترامب يمثل فرصة ذهبية لتحقيق مكاسب كبيرة لإسرائيل، وتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية. وبالنسبة لترامب، كانت إسرائيل تمثل حليفًا قويًا في الشرق الأوسط، وشريكًا أساسيًا في مواجهة إيران والتصدي للإرهاب. بالإضافة إلى ذلك، كان ترامب يدرك أهمية كسب تأييد اللوبي المؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة، والذي يتمتع بنفوذ كبير في السياسة والإعلام.
بوادر التصدع: أسباب محتملة للخلاف
على الرغم من الدعم العلني والمتبادل الذي أظهره ترامب ونتنياهو لبعضهما البعض، إلا أن هناك مؤشرات متزايدة على وجود خلافات عميقة خلف الكواليس. هذه الخلافات، التي قد تكون تراكمت على مر السنين، بدأت تطفو على السطح مؤخرًا، وتثير تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين الرجلين. من بين الأسباب المحتملة لهذا التصدع:
- الخلاف حول استراتيجية التعامل مع إيران: على الرغم من اتفاق ترامب ونتنياهو على ضرورة مواجهة إيران، إلا أنهما قد يختلفان حول الاستراتيجية الأمثل لتحقيق هذا الهدف. نتنياهو كان يفضل دائمًا اتباع نهج متشدد تجاه إيران، بما في ذلك خيار العمل العسكري، في حين أن ترامب كان أكثر ترددًا في الانخراط في صراع عسكري واسع النطاق في الشرق الأوسط.
- الخلاف حول القضية الفلسطينية: على الرغم من أن صفقة القرن التي طرحها ترامب كانت منحازة بشكل كبير لإسرائيل، إلا أنها تضمنت بعض العناصر التي لم تكن بالضرورة مرضية لنتنياهو، مثل فكرة إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون ترامب قد شعر بالإحباط من عدم استعداد نتنياهو لتقديم تنازلات جوهرية للفلسطينيين، مما أعاق جهود ترامب لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
- الخلافات الشخصية: بالإضافة إلى الخلافات السياسية والاستراتيجية، قد تكون هناك أيضًا خلافات شخصية بين ترامب ونتنياهو. ترامب معروف بشخصيته القوية والمتقلبة، وقد يكون قد شعر بالإهانة من بعض تصرفات نتنياهو، أو قد يكون قد اعتبره غير مخلص بما فيه الكفاية.
- تهنئة بايدن: تعتبر تهنئة نتنياهو للرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2020 نقطة تحول في العلاقة بينه وبين ترامب. اعتبر ترامب هذه التهنئة خيانة من قبل نتنياهو، خاصة وأن ترامب كان لا يزال يرفض الاعتراف بالهزيمة ويزعم تزوير الانتخابات.
تداعيات محتملة على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية
إذا ما تأكدت القطيعة بين ترامب ونتنياهو، فإن ذلك قد يكون له تداعيات كبيرة على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية. فترامب، على الرغم من تركه منصبه، لا يزال يتمتع بنفوذ كبير داخل الحزب الجمهوري، وقد يستخدم هذا النفوذ للتأثير على السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل. قد يمتنع ترامب عن دعم المرشحين الجمهوريين الذين يعتبرهم مقربين من نتنياهو، وقد يحرض أنصاره على معارضة أي جهود لتعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل في ظل حكومة نتنياهو.
بالإضافة إلى ذلك، فإن القطيعة بين ترامب ونتنياهو قد تؤدي إلى انقسام داخل المجتمع المؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة. فبعض المؤيدين لإسرائيل قد يظلون موالين لنتنياهو، في حين أن البعض الآخر قد يفضلون دعم المرشحين السياسيين الذين يعتبرون أكثر اعتدالًا وأكثر استعدادًا للتعاون مع الإدارة الأمريكية الحالية.
مستقبل غامض
في الختام، يمكن القول أن العلاقة بين ترامب ونتنياهو تمر بمرحلة حرجة، وأن مستقبل هذه العلاقة غير واضح المعالم. الخلافات العميقة بين الرجلين، والتي قد تكون تراكمت على مر السنين، بدأت تطفو على السطح، وتثير تساؤلات حول إمكانية استمرار التحالف الاستراتيجي الذي جمعهما في الماضي. إذا ما تأكدت القطيعة بين ترامب ونتنياهو، فإن ذلك قد يكون له تداعيات كبيرة على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وقد يؤدي إلى انقسام داخل المجتمع المؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة.
يبقى السؤال المطروح: هل ستنجح العلاقة بين ترامب ونتنياهو في تجاوز هذه الأزمة، أم أن الخلافات ستؤدي إلى قطيعة نهائية؟ الإجابة على هذا السؤال ستتضح في الأشهر والسنوات القادمة، وستعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك التطورات السياسية في كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، والقرارات التي سيتخذها كل من ترامب ونتنياهو.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة